الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .. أما بعد .....
أحبتى فى الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
مضى عام و أقبل عام و هكذا ينقضى العمر
.أحبتى فى الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
مضى عام و أقبل عام و هكذا ينقضى العمر
لحظات تقييم المرء لنفسه فى هذه الحياة لحظات مهمة يجب أن تُعنى بالاهتمام و الرعاية ، يتعرف المسلم من خلالها على مواطن الضعف و مواطن القوة فى شخصيته ، ثم يعمل جاهدا على ترسيخ عوامل القوة و العمل على تطويرها و التخلص من عوامل الضعف التى تُضِعفْ سَيرُه فى هذه الحياة .
تعِرفون قصة هذا الحطَّاب الذى كان يخرج إلى العمل كل يوم لقطع الأشجار و لكنه كان ينسى أن يُسن فأسه من وقت لوقت آخر فكان ناتج العمل لا يساوى الجهد المبذول فأدركه صاحبه مرشدا إياه بقوله " ألا تسن فأسك " ، فأجابه بسذاجة و قال له " ألا ترى أنى مشغول " و أرى و يرى غيرى أن كثيراً من الناس يشتركون مع هذا الحطًّاب فى منهجه و سعيه فى هذه الحياة فهم يعملون كثيراً و لكن بدون تقييم لأعمالِهم .
و أستطيع أن أقول أن عدم تقييم المرء لنفسه دليل على بعده عن ربه ، لأن هذا الدين لا يخدِمَه أصحاب الهوى و الشهوات ، إنما يخدمه رجال نذروا حياتهم لله يُحدِدون سيرهم من الكتاب و السنة يعرفون أن الفلاح و النجاح فى هذه الحياة مرتبط بهذا التقييم و بهذه المتابعة و المراقبة و العمل على إصلاح النفس . قال تعالى :{ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا . وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } ( الشمس :9-10 )
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } (الحشر:18-19)
و إذا أراد الإنسان أن يقيم ذاته و يعمل على تطويرها فلابد بداية أن يُقَوى صِلُته بالله حتى لا يجْنى عليه سعُيُّه فى هذه الحياة و كما قال الشاعر:
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجنى عليه إجتهاده.
فلابد فى بداية التقييم أن يسأل الإنسان نفسه من الذى خلقنى و رزقنى و علمنى ، و سترنى ، و آوانى و كسانى ، من الذى يرعانى و يحفظنى و من الذى يمرضنى و يشفينى .
فتعرف على ربك أولاً و حسن صِلتك به و اسأله التوفيق و السداد و أن يرعاك و يحفظك و أن يلهمك الصواب ثم ابدأ بتقييم نفسك تكن بإذن الله مُوفَقًاً مُعُاناً من الرحمن ، ولا تكن أبداً مثل هذا الحطًّاب الذى كان يسعى و يتحرك ولكن كان سعيه سعيا عشوائيا و حركته حركة اضطرابية بدون ضبط ولا نظام ولا بصيرة فضيُّع كثيرا من وقتِه
و بقيت الثمرة ضعيفة لا تذكر .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كاتب المقالة الشيخ حاتم فريد
الثلاثاء 01 يونيو 2010, 6:32 pm من طرف hany ebid
» الا رسول الله
الأربعاء 05 مايو 2010, 11:05 pm من طرف hany ebid
» دعاء الشيخ حاتم فريد تم نورك يا ربنا....
الخميس 22 أبريل 2010, 3:50 pm من طرف hany ebid